قال المفوض المساعد لحقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني السيد الرسول ولد الخال، إن المفوضية أطلقت حملة تحسيسية ضد خطاب الكراهية إسهاما منها في الجهود الوطنية الرامية إلى مواجهة خطاب الكراهية الذي يهدد التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.
وبين أن المفوضية تعمل على تنفيذ خطة لتعزيز اللحمة الاجتماعية من خلال تنظيم ورشات تدريبية حول حقوق الإنسان والتبادل الثقافي وذلك في إطار تعزيز الوعي المجتمعي وإرساء قيم الاحترام والتسامح.جاء ذلك خلال مشاركة للسيد المفوض المساعد صباح اليوم الجمعة في ندوة علمية نظمتها جمعية آفاق للدراسات والتنمية، بعنوان “الوحدة الوطنية بين واقع الانسجام الاجتماعي والتصدي لخطاب الكراهية” ترأسها معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان السيد الحسين ولد مدو الذي قال في كلمة له بالمناسبة، إن الندوة تسعى إلى مواجهة خطاب الكراهية استجابة لخطاب فخامة رئيس الجمهورية خلال مهرجان مدائن التراث بشنقيط، والذي شكل نداء وطنيا لتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذا للكراهية التي تهدد تماسك المجتمع.
وأكد أن مشروع المدرسة الجمهورية يعمل على تجسيد الوحدة الوطنية في انسجامها وقيمها من أجل أن يعتز أبناء الوطن الواحد بهويتهم الجامعة وتكريسا للإنصاف والعدالة بين أبناء المجتمع.ومن جانبها أوضحت رئيسة جمعية آفاق للدراسات والتنمية، السيدة فاطمة محمد بوتبيب، أن الاستغلال السيء لوسائل التواصل الاجتماعي جعل الجمعية تتبنى رؤية فخامة رئيس الجمهورية التي تتطلب تعبئة شاملة يشارك فيها جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع من اعلاميين ومثقفين وقادة رأي ومجتمع مدني.
وفي مايلي النص الكامل لكلمة السيد المفوض المساعد
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان
السيد رئيس الالية الوطنية للوقاية من التعذيب
السيدة رئيسة جمعية آفاق للدراسات والتنمية
السادة والسيدات الحضور
أيها الجمع الكريم
يسرني أن أكون معكم اليوم للمشاركة في جلسة الافتتاح لهذه الندوة العلمية المباركة، التي تنظمها جمعية آفاق للدراسات والتنمية، حول موضوع بالغ الأهمية: “الوحدة الوطنية بين واقع الانسجام الاجتماعي وإكراهات خطاب الكراهية”.
وفي هذه المناسبة، أود أن أعبر عن امتناني العميق للقائمين على الجمعية على دعوتهم الكريمة وتنظيمهم لهذه الفعالية التي تأتي في وقت مناسب، استجابةً لدعوة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى هبة شعبية واسعة ضد خطاب الكراهية وتعزيز اللحمة الوطنية، والتي أطلقها من مدينة شنقيط التاريخية أثناء النسخة الأخيرة والمتميزة من مهرجان مدائن التراث.لقد كان فخامته أول من نبّه إلى خطورة خطاب الكراهية، ودعا إلى التخلي عنه في العديد من المناسبات، بدءًا من خطاب وادان، مرورًا بنداء جول، وصولاً إلى خطاب شنقيط. كما أن حكومة، معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، تعمل على استلهام مضامين هذه الخطابات وتطبيقها في مختلف السياسات والبرامج القطاعية.أيها الجمع الكريمتماشيًا مع هذا التوجه، و إسهاما منا في الجهود الوطنية الرامية إلى مواجهة هذا الخطاب الهدام الذي يهدد تماسكنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية، أطلقنا في مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني حملة تحسيسية ضد خطاب الكراهية، يوم الخميس الماضي، من دار المواطنة في مقاطعة الرياض، حيث تخللت الحملة فقرات ثقافية متنوعة تهدف إلى إيصال الرسالة إلى المواطن البسيط بلغة يفهمها.كما عملنا في إطار تنفيذ خطة إنصاف لتعزيز اللحمة الاجتماعية على إعداد خطط عمل جهوية لمكافحة الممارسات التمييزية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تدريبية حول حقوق الإنسان والتبادل الثقافي، وذلك في إطار تعزيز الوعي المجتمعي وإرساء قيم الاحترام والتسامح.
أيها السادة والسيدات
في زمن تتعدد فيه وسائل التعبير وتصبح أكثر سرعة في الوصول إلى الناس، أصبح خطاب الكراهية أكثر خطرًا، نظرا لسرعة انتشاره عبر الصور والرسوم، والرموز، والمقاطع الصوتية. لذلك أصبح من الضروري أن نتحلى جميعًا بالمعارف والقدرة على التفاعل مع هذه الظاهرة المشينة بأسلوب يعزز ثقافة الحوار البنّاء، ويؤكد روح التسامح، وقبول الآخر، في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ قيم العيش المشترك بين جميع مكونات شعبنا.أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.