ألقى المفوض المساعد لحقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني، السيد/ الرسول ولد الخال
صباح اليوم، بواسطة تقنية الفيديو كونفيرانس، كلمة الوفد الرسمي للجمهورية الإسلامية الموريتانية المشارك في أعمال الدورة العادية التاسعة والسبعون (79) للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب الملتئمة في العاصمة الغامبية بانجول.
وفي مستهل كلمته ندد السيد المفوض بما يتعرض له الفلسطينيون الأبرياء العزل في غزة، من تقتيل وتنكيل يندى له الجبين و يعكسه من تعارض صريح وانتهاك بين لحقوق وكرامة الإنسان.
وذلك قبل أن يستعرض بالتفصيل ما تحقق من إنجازات مشهودة في مجال ترقية وحماية حقوق الإنسان في بلانا منذ تسلم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمقاليد السلطة.
وفي مايلي النص الكامل لخطاب السيد المفوض :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسوله الكريم
السيد رئيس اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب،
السادة والسيدات أعضاء اللجنة الموقرة،
حضرات السادة والسيدات مندوبي الدول
السادة والسيدات ممثلو المنظمات الدولية والإقليمية،
السادة والسيدات ممثلو المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني،
أيها السادة والسيدات
إنه لشرف لي عظيم أن أشارككم اليوم أعمال الدورة التاسعة والسبعون (79) للجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
السيد الرئيس، أيها الحضور الكريم؛
لا يمكنني استعراض حالة حقوق الإنسان في بلادي قبل استحضار ما يعيشة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من معاناة إنسانية أليمة جراء الحرب المستمرة وانتشار مشاهد الخراب والدمار الهائل وما خلفته من قتلى وجرحى ومشردين من النساء، والأطفال، والمسنين والأبرياء العزل، وهي مشاهد يندى لها الجبين لما تعكسه من تعارض صريح وانتهاك بين لحقوق وكرامة الإنسانية. بما يضع قداسة التمتع بحقوق الإنسان وكرامتِه والقيم الإنسانية والقانون الدولي إجمالا أمام المحك. فمن واجبنا جميعا إذا، العمل من أجل الوقف الفوري للحرب والشروع في مفاوضات تقود لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة، طبقا لقرارات الشرعية الدولية.
السيد الرئيس، أيها الحضور الكريم؛
لقد سعت بلادي إلى إحداث تطور نوعي فيما يخص ترقية وحماية حقوق الإنسان، كان محل إشادة وتقدير كبيرين من طرف الشركاء والفاعلين محليا وإقليميا ودوليا، وذلك عبر اتخاذ جملة من التدابير الفعالة مكنت من تعزيز الإطارين القانوني والمؤسسي وخلق وعي وطني للتسريع بالولوج للحقوق واستنباط الواجبات المترتبة عليها من جهة، كما مكن من الوفاء بالتزاماتنا اتجاه الآليات الإقليمية والدولية ذات الصلة من جهة أخرى.
السيد الرئيس؛ أيها الحضور الكريم
تعزز الإطار القانوني الناظم للعمل الحقوقي في بلادي باعتماد ترسانة قانونية تتواءم مع الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الانسان، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتطبيق الفعلي والصارم للقوانين الوطنية المعمول بها. إضافة إلى اعتماد حكومة بلادي شهر أكتوبر الماضي للاستراتيجية الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان، و التي سيمكن تنفيذها من تجسيد رؤية موريتانية شاملة لمختلف قضايا وإشكالات حقوق الإنسان في البلد، تحقيقا للعدالة والرقي الاجتماعيين وتعزيز دولة القانون وإقامة مجتمع شامل خال من كل أشكال الإقصاء.
وفيما يخص الإطار المؤسسي أنشأت حكومة بلادي لجنة وزارية برئاسة معالي الوزير الأول تعنى بتذليل الصعاب والدفع بالجهود المبذولة في المجال الحقوقي، كما أنشأت خلية متابعة مشتركة يعهد إليها بتتبع الملفات المتعلقة بالعبودية والاتجار بالأشخاص المطروحة أمام القضاء ووضع قاعدة بيانات دقيقة بهذا الخصوص، فضلا عن تفعيل الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين، التي تعمل من خلال آلياتها المتعددة، على ضمان حماية حقوق مختلف ضحايا الاتجار بالأشخاص ومساعدتهم عبر الصندوق المخصص لذات الغرض، فضلا عن تبسيط آلية استقبال ومعالجة الشكاوى المتعلقة بالاتجار و حقوق الإنسان عموما.
السيد الرئيس؛ أيها الحضور الكريم
في مجال الحكامة الرشيدة، تعيش بلادي هذه الأيام أجواء الانتخابات الرئاسية التي سيجري شوطها الأول نهاية شهر يونيو المقبل بمشاركة مختلف تشكيلات الطيف السياسي الموريتاني من أغلبية ومعارضة وبإشراف مباشر من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
السيد الرئيس؛ أيها الحضور الكريم
تحرص بلادي دوما على الوفاء بالتزاماتنا اتجاه الآليات الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان، إذ تتايع باعتزاز تفاعلها الإيجابي مع هذه الآليات. وفي هذا السياق، استضافت بلادي خلال العام الماضي فريق العامل الأممي المعني بحقوق المرأة والفتاة.كماشاركت بلادي في الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بأشكال الرق المعاصرة، لنقاش التقرير الختامي لزيارته التي قام بها لبلادي في عام 2022.إضافة إلى تقديم التقارير الأولية والدورية أمام هيئات المعاهدات التالية:
• لجنة مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛
• لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛
• لجنة حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري؛
• لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛
وعلى الصعيد الإقليمي تواصل بلادي التزامها بمواكبة المسار الافريقي لحقوق الانسان عبر التقيد بالتزاماتها أمام اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب الموقرة وتقديمها التقارير الأولية والدورية في الآجال المحددة ونفس الالتزام أمام اللجنة العربية لحقوق الإنسان.
ختما، أسمحوا لي السيد الرئيس أن أثمن عاليا، باسم حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، جهود اللجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب على مواكبتها لبلادنا في مجال حقوق الإنسان، وأن أعرب لكم عن عزم السلطات العليا في بلادي على المضي قدما في مواكبة كافة الجهود الرامية إلى حفظ وصون كرامة الإنسان وفق المعايير الدولية والإمكانات والموارد المتاحة، متمنيا لأعمال دورتنا التوفيق والنجاح.
و أشكركم والســلام عـليكم ورحمة الله تعالى وبركاته